Bookoholics: لقاء مع الكاتب عبد الحكيم القادري لمناقشة عبثية صناع الموت ومستهلكيه في روايته "للموت عيون ملونة"

ميسون الشاهين 

و بعد عام و نيف على لقائهم الأول به..عاد نادي Bookoholics و اجتمع بالكاتب اليافع عبد الحكيم القادري لمناقشة روايته الثانية الصادرة عن دار نوفل "للموت عيون ملونة". و قد تم اللقاء الأربعاء الموافق 17،كانون الثاني في مكتبة أنطوان-أسواق بيروت.
صور من 17 كانون الثاني 2018 من مناقشة الرواية "للموت عيون ملونة" 

دام اللقاء لمدة ساعتين و كان الكاتب،كما في لقائه الأول، هادئا منصتا لكل ما يقال متقبلا للانتقادات والمجاملات والأسئلة التي وجهت إليه. و قبل مناقشة محتوى الكتاب تم طرح بعض الأسئلة الشخصية على عبد الحكيم، ادرك الحضور من خلالها أن الكاتب يهوى التمثيل و يحب نجيب محفوظ و أن أكثرية كتاباته تمت في Dunkin Dounuts Saida.
و أما عن المحتوى ، فقد تم مناقشة الأفكار الأساسية التي يتمحور عليها الكتاب.و كانت الفكرة الرئيسية،كما صرّح المؤلف، "العبثية في الحياة" أما المواضيع الأخرى فكانت: الصمت،الهرب، المال،رجال الدين و السلطة و الغفران.
و لقد ربط الكاتب في حديثه بين المال و السلطة و وافق الحضور أن المال يقدر على شراء الإنسان و استعباده أحياناً.أما عن الصمت و الهرب فكانا سلاحين استعملتهما الكثير من الشخصيات في الرواية..سلاحان لم يسعفا من أمسكهما!!
ثم تم الانتقال إلى الشخصيات الرئيسية..و أدرك المتواجدون من خلال أسئلتهم أن الكاتب ليس لديه شخصية مفضلة..و أن لا شخصية رئيسية واحدة في الرواية..و تم التكلم عن الأبطال بطل بطل و حدد معظم الحضور مشاعرهم و مواقفهم من هذه الشخصيات..
في قلب كل مجرم واحة جففتها الظروف، تتلهف لليد التي ستملأها بالحب، لتتدفق مجددا بالخير والانسانية.”
و بما أن للرواية جزء أول..فقد تطرّق الحضور إلى ذلك بالقول أن الرواتين متكاملتين تكامل تام و بالرغم من ذلك فلا داعي لقراءة الأولى قبل الثانية..فكل رواية قد تقرأ على حدى..و قد وافق الجميع أن "للموت عيون ملونة" ركزت على خلفية كل شخصية أكثر مما فعلت الرواية الأولى "الخلدان الصماء".
صورة من 9 أيلول 2016 من مناقشة الرواية الأولى "الخلدان الصماء"

"ما قدرت فلتها من ايدي" عبارة قالها الكثيرون من القراء و أجمعوا أن ذلك بسبب الوتيرة السريعة للأحداث و النفس السردي الطويل..و لما سئل عبد المؤلف عن سر تلك الوتيرة قال أنه لا يحب الروايات البطيئة و أن أسلوبه هذا : "فشّة خلق".
و لم ينسَ الحضور مناقشة المشاهد الصادمة و المؤثرة في الرواية..فقالت إحدى الحضور : الرواية مجموعة من الصدمات" و قال أحدهم" أنا الغلاف أكتر شي أثر فيي".
و قرأ بعض الحضور مقاطعهم المفضلة من الرواية و عبروا عن جمال العبارات التي اقتبسها الكاتب عن غيره.و لقد وضع للكتاب خمسة نجوم بالإجماع!!
“طوبى لمن بمقدوره أن يتخيل أن هناك حقيقةً، وأن الضوء حين يمر عبرها لا ينكسر ألواناً ودرجات، بل يصل إلى عيوننا نقياً، طاهراً كالماء.” 
و من أطرف الأسئلة التي وجهت لعبد الحكيم : "كيف عايش انتا؟"..و يتم التنويه هنا أن الكاتب يبلغ من العمر ثلاثة و عشرين ربيعا فقط...و على هذا السؤال ابتسم الكاتب قائلا أنه قد قرأ عن بعض المواضيع قبل طرحها في كتابه و أنه "يراقب الرايح و الجاي" ما ساعده في تركيب الشخصيات في روايته!!
كانت المناقشة ممتعة غنية بالمواضيع الحياتية من وحي الرواية..و في نهايتها وقع الكاتب نسخ من كتابه لبعض الحضور و أخذ الجميع صورة تذكارية في أحضان مكتبة انطوان!!


و أما عنَي أنا...فكان لي الشرف أن أكتب هذا الوصف القصير لاجتماع "bookoholics" مع عبد الحكيم القادري..و أودّ مجددا شكر الكاتب على روايته "الأكثر من رائعة" !!
تنتهي كلماتي هنا و لا تنتهي لقائتنا!!

Comments