Bookoholics' 12 Genre 2018 Theme, Books # 2 & 3, Plays: Samuel Beckett & سعد الله ونّوس

زهراء جشّي

استهل ال Bookoholics جلستهم هذا الشهر في 28 شباط بلقاء الإعلامية فضيلة الفاروق، التي تعرفت الى مسيرة النادي وأبدت إعجابها بنشاطه المميز والمستمر.

عملاً برزنامة النادي لعام 2018، كان الأدب المسرحي محور شهر شباط، فتناول النقاش مسرحية "في انتظار غودو" من الأدب العالمي و"الملك هو الملك" من الأدب العربي.
اختلفت الآراء حول "الملك هو الملك". فالبعض وجدها تطرح الفكرة بشكل مباشر ومبسط جداً ما أفقدها عنصر الاثارة والترقب، أما من أحبها فقد شدّه تطرقها لأفكار عميقة في السياسة والحكم، بالإضافة الى كونها مرآة حقيقية للأنظمة السياسية في عالمنا العربي في الماضي و حتى الحاضر.
مسرحية سعد الله ونوس أثارت نقاشاً واسعاً لكونها غنيّة بالأفكار المهمة. تطرقنا للكثير من التفاصيل التي تستبطن معانٍ ورسائل؛ بدءاً من أسماء الشخصيات وما حملته من معنى معاكس لواقعها وصولاً الى تحليل دوافع وظروف الشخصيات وما ترمز اليه في الحياة .

"ليس للملك سحنة أو وجه" ، "أعطني رداء وتاجاً أعطك ملكاً".. أقوال وردت على ألسنة الشخصيات، والتي تختصر فكرة أن الملك ما هو إلا أداة للأنظمة، وأن تغيير شخص الملك لا يغير في الواقع شيئاً ما دام النظام السياسي السائد هو ذاته.
 “-أن نتخيل
-مسموح
-أن نتوهم
-مسموح
-أن نحلم مسموح ولكن حذار
-أن يتحول الخيال الى واقع
-ممنوع
-أو يتحول الوهم الى شغب
-ممنوع
- أو تتحد الاحلام وتتحول الى أفعال
-ممنوع”
― سعد الله ونوس, الملك هو الملك

“إن النداء الذي سمعناه للتو موجه للبشرية جمعاء ولكن في هذا المكان، وفي هذه اللحظة، البشرية هي نحن، سواء أراق لنا ذلك أم لا. فلنستفد من الموقف قبل أن يفوت الآوان”
― بانتظار غودو, صموئيل بكيت
وفي المقارنة بين الملك أبو عزة والملك السابق كان هناك إجماع على أن أبا عزة هو الأسوأ و الأشد بطشا. في الواقع إن هذا البطش و القمع للشعب هو السبيل الوحيد للملك كي يحافظ على عرشه عندما تحدث اهتزازات أو نقمة شعبية. "إن الطريقه الوحيده الممكنة أمام الملك هي الإرهاب والمزيد من الإرهاب".

أما مسرحية "في انتظار غودو" فقد أثارت زوبعة من الآراء المختلفة والمتناقضة. لم ترق المسرحية الجميع، إذ كان الملل هو العنصر الأبرز الذي قلل من أسهمها بنظر الكثيرين معتبرين أن الكاتب قد استهلك الفكرة وظل يكررها. أما من دافع عن أهمية المسرحية و جماليتها فقد أشار الى الأفكار العميقة التي تطرحها والفلسفات التي تنقدها وإن بقالب بسيط جداً.
نجح صمويل بيكيت في شرح فلسفة العبثية. تتكون مسرحيته من فصلين متشابهين مع تغير في بعض الظروف. في كلا الفصلين ينتظر استرجون وفلاديمير شخصاً يسمى غودو، وقد كان انتظارهما مفرطاً في العبثية مليئاً بالحوارات الساذجة والتسلية بالتفاصيل والتوافه. لكن غودو لم يأت حتى مع مرور وقت طويل.

استرجون هو الشخص الذي تهمه الحياة اليومية بتفاصيلها التافهة لدرجة أنه ينسى الماضي، بينما فلاديمير هو الشخص الذي يفكر بالمستقبل و يتساءل عن معنى الحياة. استرجون وفلاديمير شكلا برأي البعض النزعتان المتعارضتان الموجودتان لدى الانسان: النزعة للغرق بالحياة الآنية والنزعة الأخرى للتفكير بأسئلة الحياة الكبرى.
أما من هو غودو، فقد يكون المعنى أو الأمل أو الإله أو حتى الموت. وقد يكون تفسيرنا لغودو إسقاط لشخصنا ورؤيتنا في الحياة. لذلك اختتمت جلستنا بسؤال كل الحاضرين: ما هو غودو الذي ينتظره؟ لقد أجمع الكثيرون على أن غودو بالنسبة للإنسان قد يتغير تبعاً لمراحل حياته، لكن اختلاف الاجابات أثار أسئلة أخرى تتعلق بسعادة الإنسان: أتراه يحتاج شيئاً عظيماً ك "غودو" لتكتمل حياته أم أن الأشياء البسيطة التي يحبّ هي التي تعطي لحياته نبضاً ومعنى؟

Comments