رحاب السبعلي
موعدنا هذا الأسبوع ،في ثاني لقاءٍ لنا في هذا العام، الاربعاء 7 شباط 2018، كان مع "ذات" عمل روائي نقدي للكاتب والصحافي المصري صنع الله إبراهيم.
هذا الكتاب تمّ اختياره وفقاً لقواعد التصويت المتبعة من قبل نادينا عن فئة ال “historical fiction”. وقد أجمع الأغلبية على كون هذا الكتاب أتى ملائماً تماماً لهذه الفئة. "ذات"كتابٌ يحكي تاريخ الشعب المصري عبر شخصية امرأةٍ مصرية بسيطةٍ ومعقدة في الوقت عينه ويطرح آلاف القضايا والأسئلة ويضع الأصبع على الجرح مباشرة.
بدأت النقاش بتعريفٍ عن الكاتب وتاريخه وأشهر أعمله الأدبية. صنع الله إبراهيم، تربى وعاش في منزلٍ يقدر الكتب والكتاب، تربى على يد أبٍّ وجدٍ شجعاه على القراءة والمعرفة. في بداية حياته الجامعية قرر دراسة المحاماة لكنه عاد وقرر أن يطاوع قلبه وشغفه وانتقل الى الصحافة والسياسة. تمّ سجنه لمدة خمس سنواتٍ على أيام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بسبب انتمائه للحزب اليساري. سنوات السجن الخمس أنجبت العديد من أعماله الأدبية التي لاقت رواجاً وشعبية. اختيرت روايته شرف كثالث أفضل رواية عربية حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب و حصل صنع الله إبراهيم على جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004.
راوية "ذات" تمّ نشرها عام 1992 وتحولت الى عمل درامي في عام 2013.
تنوعت الأراء بين أعضاء النادي حول هذه الرواية، فمنهم ّمن أعجِب بها وأعطاها تقيبم 4 نجوم من خمسة ومنهم من اعتبرها مضيعة للوقت وقيمها بنجمة واحدة من خمسة.
من أحبّ الرواية أحبها لأنها عكست بفصولها المتعددة تاريخ الشعب المصري. تنقسم فصول ذات على نوعين، فصولٌ يحكي فيها الكاتب ما يحصل في مصر عبر عناوين صحف ومجلات، و فصولٍ يحكي فيها الكاتب قصة "ذات". الكثير من الأعضاء أحبوا هذا التنوع في الفصول، والبعض وجدها فصول مملة يصعب على غير المصري فهمها أو استنباط الواقع التاريخي المصري منها! أسلوب الكاتب الساخر أعجب الأغلبية، على الرغم من أنّ أسلوبه الكتابي لم يكن عليه نفس الاجماع.
احتدم النقاش بين مؤيدٍ لهذه الرواية و مقدرٍ لهذا العمل الروائي وأهمية انعكاساته الثقافية والنقدية وبين من اعتبر أن هذا الكتاب لا يرتقي الى فنّ الرواية وأنه كان حرياً بالكاتب نشره كمقالات صحافية.
تطرق النقاش أيضاً الى المسلسل المصري الدرامي المقتبس من هذا الكاتب وكان هناك اجماع من كلّ من شاهده على محبة هذا العمل والاعجاب به.
